على ضوء ما تعانيه مصر حاليا من أخطار وجودية، يهدف المنفستو إلى التأسيس لإيديولوجيا وطنية، رأبا للصدوع العنيفة التي تفتت القوى المصرية، ما بين عروبي وإسلامي وفرعوني وقبطي وليبرالي ويساري.. الخ، وذلك بالتأصيل لفكرة الانتماء الوطني باعتباره الجذر الذي يمكن أن تتفرع منه مختلف المذاهب السياسية بحيث يمكنها التنافس سلميا في دولة ديمقراطية حديثة بما يحقق "المصلحة القومية" - وهي مفهوم يركز المنفستو على تحديده وعقلنته. لهذا يقدم المنفستو رؤية شاملة للذات القومية المصرية من مستوى الفرد المصري باعتباره النواة الأساس (الميكرو) إلى مستوى الكيان القومي (الماكرو)، وينقسم إلى بابين وملحق، يتضمن الباب الأول أربعة "مداخل" لتفسير "الظاهرة المصرية"، من الزوايا الثقافية والجيوبوليتيكية والتاريخية، مع اتخاذ ثورة ٢٥ يناير كمرجعية. ويتضمن الباب الثاني أربعة "فصول" للبناء عمليا على ما ورد في "المداخل"، فيتطرق إلى أهمية الروحانيات في حياة المصريين السياسية والاجتماعية، وعجز الثورة السياسية دون ثورة ثقافية عن إحداث التغيير المطلوب، داعيا في النهاية إلى تكوين "تيار مصري عصري" ومقترحا مجموعة قيم سياسية/اجتماعية لتشكل بوصلة هذا التيار. وينتهي المنفستو بملحق عن قضية الوحدة العربية. المنفستو في مجمله هو وثيقة أمن قومي تنظر إلى الأمور من يعالج الأمور من زاوية المصلحة القومية المصرية، وهو وثيقة عملية وليس مجرد تنظير.